حميد ركاطة : كتابة المبدعين اليوم ترتحق من الماضي والسيرة الذاتية أكثر من ارتحاقها من لظى الواقع-حاوته عزيزة رحموني
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
حوار

حميد ركاطة : كتابة المبدعين اليوم ترتحق من الماضي والسيرة الذاتية أكثر من ارتحاقها من لظى الواقع

  حميد ركاطة    


حميد ركاطة  مبدع شامل بين أصابعه تنبت الأشعار و  القصص كما تزهر نصوص النقد و المسرحيات و كما تصدح الأنغام على سلم البهاء. بالحرف ينقش متاهات الفكر الكامنة في عالمنا المتحول و بالحرف يرصد نبض الحياة اليومية و يقتحم مناجم اللغة ليلغمها برؤيته العميقة للأشياء و للذات. مبدع شامخ ذو هوية إنسانية نبيلة فتح لنا نوافذ قلبه فجاء الحوار التالي إطلالة تقربنا منه أكثر...

-في أول الحكي نود التعرف عن قرب على رؤية ركاطة للإبداع من أول خطاه في ممارسة عادة الكتابة وصولا الى عادة ارتكاب النقد ؟
بداية أشكرك سيدتي على هذه الإستضافة الكريمة متمنيا أن يكون في هذا الحوار ما يمتع القارئ ويفيده .
بداياتي ربما حين أتذكرها ينتابني أكثر من حنين ، لقد غرفت من لذة معارف وهويات متعددة سمحتْ بها ظروف عيشي كطفل مشاغب أولا وكعاشق  يدفعه الإصرار والتحدي للوصول إلى مبتغاه بتؤدة وجلد رهيب ، أتذكر أن البداية كانت للتشكيل الذي عشقته بقوة وأنا أزور أحد أبناء الجيران في ورشته  ( الفنان محمد مغيلف ) الذي كان يرسم لوحات من مختلف الأحجام وبألوان جذابة ومواضيع سريالية كانت تثيرني وتدفعني دوما للتساؤل حول أهمية التشكيل في حياة الإنسان في فترة كانت هذه اللعنة الجميلة تستهويني وتأخذ الكثير من وقتي صرت أقترف جرم الرسم ،أراوغ الألوان و أراودها عن نفسها... وقد شكل ابن الجيران نموذجي المفضل لكن بعد دراستي للفن التشكيلي ضمن مواد الدراسة بالثانوي سألج عالما آخر وأحْتَك بتجارب أساتذتي المبجلين لأشارك سنة 1983 في مسابقة للرسم خاصة بذكرى المسيرة الخضراء "الذكرى الثامنة "لأفوز بالجائزة الأولى وقبلها في مسابقة  أخرى وأحقق نفس الفوز غير المنتظر بالفعل ، ورغم احتفاظي ببعض من لوحاتي لحد اليوم وهي لوحات كنت فقط أقلد فيها نماذج لمبدعين آخرين لم أصل فيها للدقة المنشودة لكن ستظل من بين ذكرياتي التي أعتز بها كثيرا .
بعد لعنة التشكيل ستأتي مرحلة المراهقة  ، وهي مرحلة رغم استمرار التشكيل فيها كأحد روافد إلهامي ستحتل الكتابة الشعرية الجنينية بدورها مكانها الأثير خصوصا  بتأثر من صديقي (فوزي بن السعيدي) الذي سبقنا لذلك الإدمان الرهيف خصوصا مع قصائد محمود درويش ونزار قباني بالخصوص وأحمد قعبور  .. كتابة ستتبلور بين الانعكاس الداخلي والتأثر الواضح بالمدارس الشعرية الحديثة رغم أننا كنا ندرس الشعر العربي في مقرر اللغة العربية بالثانوية إلا أن ثأثير الشعر الحر سيدفع بي نحو مزيد من القراءات كما كانت قصائد صديقي مفضلة لذي بشكل خاص وقد نقلتها في دفتر لا أزال أحتفظ به إلى اليوم ( قصائد ابن السعيدي فوزي)
في خضم التعلق بالشعر نبع الاهتمام بالمسرح بموازاة مع الشعر وهذا أمر طبيعي في مدينة المسرح مكناس التي كانت بها فرق رائدة  ( رواد الخشبة / المختبر المسرحي / المسرح الطلائعي ....ونقاد كبار كالدكتور حسن المنيعي وعبد الرحمان بن زيدان ....وممثلين كبار ومهرجان سنوي لمسرح الهواة بالمدينة ناهيك عن العديد من الفرق الهاوية الأخرى والمدرسية ( إعداديات / ثانويات / المركز الثقافي الفرنسي / النطاق الثقافي ..) ودور الشباب ،   وستنتقل لعنة التمثيل إلى وسأمارس المسرح رفقة مجموعة من الأصدقاء داخل إعداية مولاي عبد الحفيط ،ثم بانتقالنا لثانوية للا آمنة ستستمر الفرقة التي كان يديرها ( المبدع إبن السعيدي فوزي  مستمرة في إبداعاتها وعروضها التي تنوعت بين مسرح توفيق الحكيم ومسرحيات مصرية أهمها مدرسة المشاغبين التي تدربنا عليها وكانت الفرقة تقدم عروضا لنزيلات القسم الداخلي وفي مناسبات خاصة  كعيد العرش ونهاية الأسبوع عند منتصف أو نهاية كل شهر وهو ما سيدفع بمخرج الفرقة وكاتبها أن يقتبس مسرحيات أخرى لعل أبرزها مسرحية المبدع محمد بهجاجي الوقائع العجيبة في رحلة زيد الحالمي وسعدان التي نشرت ضمن مجلة آفاق لاتحاد كتاب المغرب وسيتم عرضها بموازاة مع عروض  المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمكناس بخشبة النطاق الثقافي   بحضور كاتبها الذي تفاجئ  والحاضرون من مستوى العرض المقدم والعمل الرهيب والجبار الذي قام به مخرج المسرحية وطاقم الفرقة التي  انضمت وشكلت جمعيتها بمبادرة من مجموعة من المثقفين والمبدعين حينها (الأستاذ العمراني خالد / محمد مغيلف / فوزي بن السعيدي ...) واتخذت لها اسما وصفة ( ربما الحوار الثقافي أو شيئا من هذا القبيل )  في هذه الفترة بالذات كنت قد دخلت المعهد الموسيقي بالمدينة الجديدة ( حمرية) لأبدأ مسارا أخر موازيا في مسيرتي وتكويني الفني والأدبي  لكنه لم يكلل بالنجاح لكون دراسة خمس سنوات من الموسيقى الكلاسيكية  وتعلم العزف على آلتي الكمان والعود لم يكللا بالحصول على شهادة  كما أن السنوات الأخيرة من تعلمي تزامنت مع السنوات الأخيرة من دراستي الجامعية فكنت مجبرا على الاختيار بين مسار أو آخر لكن أحلى الاختيارين كان مُرا بالطبع. لقد تم اقتطاع جزء كبير من ذاتي وأنا أتخلى عن استكمال الدارسة الموسيقية لأعين بعد ذلك في جنوب المغرب في نواحي تارودانت بمنطقة جبلية في تالوين ( كانت في الطريق إلى جبل  أسكاون  ) خلال هذه الفترة سأدمن على قراءة كل ما كتبة نجيب محفوظ  وتحف المسرح العالمي وكتابات عبد الرحمان منيف ، وشعر درويش ونزار  مع العودة إلى كتابة الشعر وتلحين مجموعة من القصائد " التي كنت أغنيها كما اتفق مع معلمي الفرعيات وأذكر بهذا الخصوص الصديقين المبدعين العازفين ( حسن براشل / وحميد أركيك )  وفي هذه الفترة ستبدأ محاولاتي الأولى في الكتابة الروائية (1991) خلالها سأكتب باكورتي الروائية "زغاريد تكسر صمت الليل وهي مستوحاة من واقع المنطقة ومهداة لسكانها وتكريما لروح شهداء حرب التحرير بالمنطقة
بعد مرحلة تارودانت ستأتي مرحلة خنيفرة التي سأنتقل للعمل بها في منطقة نائية كنت خلالها مهتما بالكتابة الشعرية التي كللت بديوان لم ينشر ورواية ستستمر أطوار تشذيبها إلى حدود سنة 1998 وسأنتظر إلى حدود 2006 لأنشرها افتراضيا بعدما حذفت منها أجزاء كثيرة  .
قبل هذه الفترة  أي في بدايات عودتي لخنيفرة كنت أكتب القصة القصيرة التي راكمت منها لحد الآن مجموعتين لم تريا النور بعد . خصصتهما لقضايا إنسانية محضة ولواقع المدينة التي احتضنتني ولباديتها. نصوص تؤرخ للمكان والإنسان  والمعاناة ورغم هذه الطفرة ونشر نصوصي الأولى افتراضيا ظل النشر الورقي هاجسي الكبير بحيث نشرت مجموعة من النصوص في ملحقات الجرائد الوطنية والمنتديات الثقافية العربية  كما بدأت بالاهتمام بكتابة القصة القصيرة جدا ومعاقرة النقد المسرحي في البداية  كما أسست ناديا للمسرح بالمؤسسة التي أشتغل فيها وكرست أغلب وقتي للرقي بالفن المسرحي ممارسة وتنظيرا وتأطيرا فكان نادي المسرح لمدرسة الخنساء من أبرز الأندية محليا كما احتكت تجربتنا بتجارب رائدة في منطقة مريرت وبالخصوص مع مخرج كبير " حموتي البكاي "
بعد هذه الفترة سيتقلص مجال اهتمامي بالممارسة الإخراجية وقد راكمت ربيرتوارا لا بأس بها وأعمالا لقيت صدى على المستوى المحلي والوطني والعربي منها مسرحيات تم تمثيلها في أكثر من بلد ومنطقة وعلى أيادي مخرجين من مختلف الأجيال وسيرسخ اهتمامي بالمسرح في ذاكرة المدينة وسكانها ومثقفيها دون معرفة ميولي النقدي وولعي بالكتابة القصصية لذا كان يتم استدعائي للمشاركة في تنظيم مهرجانات المسرح المدرسي أو ضمن قائمة حكام مسابقات مسرح الشباب  في الوقت الذي تصاعدت فيه وثيرة اهتمامي بالكتابة النقدية وراكمت تجربة كبيرة في مسارها كما كنت أشارك في العديد من الملتقيات والمهرجانات واللقاءات الثقافية في مدن مختلفة ليتعرفوا علي مرة أخرى كناقد من خلال المشاركات المحلية سأدعوهم لحضور حفل توقيع أول مجموعة قصصية قصيرة جدا لي بعدما حصلت على حائزة ناجي نعمان الأدبية من بيروت ، وكرمت من طرف جمعية اللغوين العرب وحصلت على شهادة تقديرية وكذا تكريمي من طرف بيت الأدب المغربي بالدار البيضاء ، مساري  ربما كان حافلا بالعديد من المفاجآت لكنه واكب تجارب من مختلف الأجيال وانفتح على مؤسسات خاصة منها المؤسسة الإصلاحية بخنيفرة كذلك من خلال الإشراف على تأطير النزلاء وتكوين فرقة مسرحية.  تكوين استمر لمدة سنة تقريبا كلل بنجاح كبير لكن كانت هناك معيقات حالت دون الاستمرار في ذلك





-قلق الكتابة ينبع من كل المعتقدات التي تكبل حرية التعبير و الرواسب الفكرية و عمق التناقضات التي يواجهها المبدع. من خلال اهتمامك بالقصة القصيرة المغربية هل ترى أنها تلاحق الظواهر التي تستجد في المجتمع وتواكب التغيير الاجتماعي في بيئتها ؟
ربما هذا أمر قد يبدو غريبا ،  و نادرا لو قلت لا  ، لكن الواقع هو أن كتابة المبدعين اليوم هي كتابة ترتحق من الماضي والسيرة الذاتية أكثر من ارتحاقها من لظى الواقع. فبموت الإيديولوجيات الكبرى والصراعات بين الشرق والغرب ( الحرب الباردة) والتي كانت تنعكس في كتابات الرواد وجيل السبعينات والثمانينات وبخبو المد الإيديولوجي وسقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي وخبو المد القومي واستفحال البطالة والجفاف وبروز الإرهاب إلى الواجهة وفشل الشعارات البراقة التي حملها اليساريون لأمد طويل حتى تعفنت بسبب الانخراط في حكومة التناوب. وبدخول المغرب عهدا جديدا ستتحول مواضيع القصة من الترميز والهمس والخطاب السياسي إلى قصص أكثر التصاقا بالواقع ربما في فترة أواخر التسعينات لكن بدخولنا الألفية الجديدة ستهتم القصة المغربية بذاتها وليس بالمجتمع. سيناقش الكتاب قلقا آخر وسيغامر البعض الآخر في تجريب قوالب جديدة وتطليق الشكل الكلاسيكي وستبرز وجوه كان لها النصيب الأوفر في رقي القصة المغربية  والانتقال بها جماليا بتطوير أدواتها   وقوالبها وممكنات كتابتها وبفضل نقاد كان لهم نصيب أوفر في التوجيه من خلال الانفتاح على النقد الغربي بمدارسه المتنوعة وستدخل القصة المغربية  حرم الجامعة وسيبدأ الاهتمام بدراستها .
لكن ربما قد ينطبق هذا الأمر على القصة القصيرة جدا  حاليا وهي تواكب التحولات  بقلق كبير ورصد بعيون كتابها الكثير منها من خلال قصص أرخت بإعجاب للحظاتها المنفلتة .

-كل مبدع يحاول في كتابته الخروج من التمزق بين الموروث و المتطلع إليه. بين الجذور و الحلم. كيف ترصد ذلك في الكتابات المعاصرة ؟
ربما المثير في الكتابة القصصية المغربية هو التنوع بحكم الانتماء لمناطق لها خصوصيتها الضاربة في عمق التاريخ ، فمن منطقة لأخرى تبرز معيقات الكتابة من خلال تجنب الكلام عن المحظور أو المسكوت عنه الذي ربما نعثر عليه كشظايا قذيفة ضمن سياق معنى أو حدث ، هذا بقدر ما هو راجع إلى خصوصية المنطقة راجع بالتالي إلى الموروث الثقافي  والتقاليد التي تظل مكبلة لكل جموح إبداعي باستثناء بعض التجارب التي من خلال انفتاحها على سرد وقائع من سيرتها الذاتية تمكنا من فك بعض شفرات الكثير من الأشياء ناهيك عن الإحجام والصمت والخوف من الانتقادات التي قد توجه لعمل المبدع أو التحامل عليه من طرف محيطة فأحيانا تصل الوقاحة بالبعض إلى محاكمة المبدع باللجوء إلى القضاء وهذا أمر يجعل التحرر المطلق والكتابة الصادقة والرصد العفوي أمر محفوف بكثير من المخاطر ، لكن ذلك لم يمنع من مغامرة العديد من المبدعين فرصدوا ذلك في كتاباتهم وهو يعبرون صراحة عما يخالجهم بشجاعة وقد كسروا الطابوهات وتجاسروا بقوة على أصنام الرفض والرقابة وكل الخطوط الحمراء المكبلة والمعيقة . فكانت أشبه باجتثات منها إلى كتابة وهي تنسلخ من واقعها بتعبيرها عن الرفض والسخط  وربما هذا الأمر( المواضيع)   تم التطرق إليها في الرواية المغربية بالخصوص لكن في القصة كان الترميز والهمس في البدايات تم بعد ذلك  سنلحظ الانتفاض والثورة على الصمت والمحرم .


-كتب صلاح بوسريف ذات مقال : " مادامَ التُّراثُ إرثاً، وما دامت الحداثةُ، انتقالاً بهذا التُّراث، من فَهْمٍ إلى آخر، أو من استعمالٍ إلى آخر، فالتُّراثُ، هو ماضٍ، من حيثُ قيمتُه الزمنية، أي انتماؤُه لزمنٍ لم يعد قابلاً للاستعادة، لكنه ذلك الماضي الذي لا يمضي؛ حين يكون هذا التُّراثُ حَيّاً، أو قابلاً للحياة، بما يحمله في طَيَّاتِه من قُدْرَةٍ على الاستمرار، وتوليد الدَّلالات، أو توسيعها، بالأحرى". هل هناك توظيف جيد للموروث في القصة القصيرة و ق ق ج ؟
نعم توظيف التراث في القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا أمر ورد عبر مراحل وعبر وعي الكتاب ومنظورهم للتراث نفسه. هذا الوعي منه المشوه ومنه العارف الذي تم من خلال رجوع المبدع إلى دراسة التراث نفسه بدء من تحديد مفهومه ومدلوله الغير محصور زمانيا أو مكانيا بل من خلال امتداده في الذاكرة الجمعية. توظيف سيبرز قلق كتاب الألفية الثالثة ورغبتهم في تحقيق طوفان القص وهو ما تم بالفعل .فالتراث جاء ضمن سياقات تجاوزت حدود المفهوم العادي لينتقل لمفهوم أعْقَد واكبر. مفهوم إنساني وكوني وهو ما نفح جسد القصة المغربية بخاصية جديدة كقصة  منفتحة وغير مسالمة ، زئبقية ، مكسرة للحدود الأجناسية أمر سيدفع الباحث الأكاديمي إلى الإلتفات إليها والاهتمام بها  باعتبار توظيفها  جاء ك" طفرة داخل قطرة " وفي مرحلة دقيقة و مدهشة برزت فيها قصص بحجم الكف لكنها  تستوعب كل الموروث الانساني وتكيفه عبر قنواتها لتخرجه مقطرا لا يستطيع  المحيط سعة  مائها   المتدفق باستمرار .

-هل هناك تدبير لشوق المبدع الى المجتمع القديم البسيط الخالي من الزيف ؟
قد أكون كاذبا لو قلت لا ، الكاتب يحلم دوما والحلم هو سلاحه الذي يوظفه في كتاباته مناشدا التغيير ، وربما قد يبدو الأمر متناقضا بعض الشيء  فمع كل انتقال اجتماعي وديمقراطي  يتسع محيط الحلم وتتضافر الرغبة في الخروج من شرنقة الماضي المكبل لكل القيود لكنها رغبة قلقلة لا تعكس بشكل جلي خطورة الاندفاع والتهور نحو الغد المنشود إلا بعد حدوث الاصطدام الموجع وأحيانا القاتل والدامي بل بعد الوقوع في لج الزيف ذاته يبدأ الحنين دون القدرة على التضحية بمكتسبات الواقع فالعودة تتم في نظري وحسب ما استخلصته من قراءتي للعديد من النصوص في الخيال والحلم الذي يمجد الماضي وقيمه متناسيا علقمه أو متجاهلا إياه ربما لكون عنف اللحظة يكون أشد وقعا وألما أمام الانكسارات المتتالية للنفس والروح في زمن أسرع وأخطر وأعنف وفي قلب مدن رمادية  لا ترحم بل تسرع من وثيرة وأد الكائن الحالم جدا ، هنا تتم الرغبة فقط في العودة إلى الماضي  والذي بدوره  لم يكن خاليا من الزيف ولا يمكننا الحكم على صفائه لأننا لا  نمتلك إمكانية تميزه فلكل واقع  نسبة من الزيف لا يمكن تبينها دون معرفة الحقيقة لكن أية حقيقة فهي الأخرى متغيرة وغير قارة المفهوم لأنها خاضعة للتطور ولمقاييس تحديدها في زمنها فحقائق الأمس حول قضايا معينة تصبح اليوم غير كافية للطعن في زيف واقعنا الأشد شراسة وبؤسا وعنفا.

-كثير من كتاب الق ق ج وظف الحكايات الشعبية و التراث ألشفهيي هل يرجع ذلك إلى كون هذه المرجعية تحتفي بالمغزى الأخلاقي و تتمسك به في رسالتها ؟
أعتقد أنه لا يمكن الحكم على الكاتب  بالغيب فلكل نص ظروف ولكل كاتب منطلقات وقناعة  وهذا ما يجعل الحكم نسبي وغير منطقي ما دمنا نجهل مرتكزات الكتابة وخلفياتها ودواعيها وظروف المرحلة والدوافع الحقيقية للكتابة ، الكتابة فعل مع سبق الإصرار والترصد  ، لكن التوظيف في نظري تستدعيه الكتابة كنوع من الاستشهاد لتعضيد النص ويأتي على لسان الشخوص كإحالة على تناص  يفتح أمام القارئ مجالات أوسع للتأمل الحقيقي وللربط بين واقع الحدث والشخص والزمان وطبيعة الموقف لمنحه نوعا من الهالة أو الإيهام بواقعية ما يحدث،  المثل الشعبي يختزل تجارب أجدادنا وتجارب حضارات وشعوب اشتركت عبر التجربة الطويلة في ترسيخه كفعل ثابت وقار وكنتيجة "حتمية " أحيانا لتجنب الوقوع فيها من خلال التحذير المسبق ، لكن بما أن كل ممنوع مرغوب فالعمل بالمثل يبقى نسبيا محدودا لكن يختزل رسائل بليغة الدلالة لكل من تمسك بالمغزى الأخلاقي وفهم عمق رسالة المثل في حد ذاتها ،  فالكثير من الأمثال ربما لم تعد صالحة لزماننا لكن أغلبها لا يزال ساري المفعول وأنا أعتبره نوعا من الفلسفة الشعبية والحكمة الخالصة التي لا يجب نسيانها بل العمل على توريثها للأجيال اللاحقة وأدعو الدارسين إلى الاهتمام بها جمعا وتحقيقا كي لا تضيع لأنها موروث إنساني  مشترك بل عالمي يجب الحفاظ عليه وتحصينه .
-هل يمكن انتزاع المغزى الأخلاقي من الموروث الشعبي بصفة عامة , بما ان البحث عن المفهوم الأخلاقي جزء من رصد عيوب المجتمع و بحث عن سبل تقويم الخلل و تشذيب معتقداته الشائعة؟
هنا  استطاعت القصة القصيرة جدا أن تحقق بعضا من أوجهها ربما  ، لقد قرأت العديد من النصوص التي وظفت المثل الشعبي والحكاية والنكتة والحكمة دون أن تفقد  النص خصوصيتها كنص قصير  وقد جاء الرصد الوامض أشبه بوخز في القلب عوض الجلد لأن الخطر يتهدد القيم والمنظومة الاجتماعية بصفة خاصة  فكان من ضمن مشاغل بعض كتاب ق ق جدا اللجوء إلى التركيز على المغزى الأخلاقي  من خلال إبراز عيوب المجتمع وهفوات أفراده  منذ البداية ما جعل ذات القصة ملتحفة دوما بالسخرية والمفارقة تعري النقائص  ولا تبرز من القص سوى الوجه الحالك  ، إن هذه السوداوية والرمادية هي من صنع  فظاعة المدن الكبيرة  بوتيرتها المتسارعة وشخوصها القلقين على الدوام ، سرعة لا محالة هي السبب في كل العيوب والنقائص والجشع والفوضى والمخاطر التي تؤدي لأحداث وعواقب خطيرة فالعودة إلى الوراء أضحت من طرف الكتاب المحنكين أساسية للبحث في الزمن الضائع عن قبس نور من أجل إنارة حلكة الواقع ونفقه المخيف والغامض فكان اللجوء إلى  المثل أشبه بالبحث عن كنز مدفون مرصود لكن الإشكال لم يعد في مغزى المثل بل في الامتثال لمعناه وتطبيقه .

-أيمكن الحديث عن تيارات رومانسية أو واقعية أو غيرها في القصة القصيرة جدا؟
موقفي واضح بهذا الخصوص ،بعد تراكم لا بأس به اتضحت نوعا ما نوازع واهتمامات الكتاب فمن عمل لأخر وبانحصار الاهتمام واقتصاره على نفس التوظيف وأدوات الكتابة  وربما نفس التقنيات وعدم النزوع نحو تغيير القالب قد نتحدث عن موجة إذا انضم إليها كتاب آخرون عضدوها وساروا على منوالها ليحولوها تيارا بعينه ، وهذا أمر غير وارد فقد سبق وأن تحدثت بحماس البدايات عن تيارات دون تحديد هويتها  لكن يبدو أن لكل كاتب وجهة نظر تختلف من عمل لأخر ما يعقد من عملية التصنيف وكذا عدم اتساع دائرة المنتمين والمقلدين له ولتقنيات كتابته ولعدم اقتصار كل كاتب على توظيف نفس التقنية باستثناء القليل منهم جعل الحديث عن تيار معين فيه نوع من التسرع لأن طبيعة ما يكتب يطغى عليه لون متغير باستمرار  حسب طبيعة الموضوع وخصوصية القصة ، ما يلفت الانتباه اليوم هو التحول في الكتابة من المجموعة المختلفة النصوص إلى الكتابة بالتيمة التي تحتوي المجموعة ، أو الكتابة بالمجموعة ذات النية المسبقة لكاتبها والمخطط لها مسبقا وهذا أمر فيه نقاش كبير واختلاف  وجهات نظر  كما أن التصنيف قد يكون غير منصف أحيانا لأنه يخندق الكاتب ويكبح تحليقه فلكل تيار مواثيق تأسيس وبيانات ولحد الساعة لم يصدر أي بيان حول الرغبة في الإعلان عن ولادة جديدة أو انتماء محدد .


-ما يميز الق ق ج هو سمة التمرد على السرد التقليدي و بحثها عن الخلاص من النفَس الطويل الروائي و تكثيف كتابة الوجدان و اختزال الفكرة. هل الدافع إلى هذا النمط الإبداعي رغبة في مسايرة عصر السرعة و الفاست فود ؟ أم له مبررات اخرى ؟
صحيح  هناك أسباب منها ما ذكرتم  لكن الواقع شيئا أخر ولادة الجنس الأدبي هي ولادة تأتي في سياق تحولات كبيرة ، كانت إرهاصاتها بادية للعيان منذ أزمنة سحيقة لكن كان يتم تجاهلها بالمطلق لأنها كانت في زمن بهاء أنواع أخرى وهي تظهر كنقيض للنقيض  الذي يحمل في كيانه بذور حتفه تنموو تترعرع وحتى إذا ما لم تتمكن من القضاء عليه تعايشت معه هكذا هي الأنواع الأدبية تتعايش و تتصارع لكن لا تتماهى  ، وإذا كان لكل جنس أدبي خصوصياته فهذه القصة القصيرة جدا كونت خصوصيتها هي الأخرى من خلال رفضها الخضوع أصلا لقالب معين أو خصوصيات معينة لأنها هي كما هي متمردة تخترق حدود الأجناس الأخرى  وترفض كل انضباط أو كبح. لمَ ألِفنا تقنين كل شيء وملء بياض الأسطر الفارغة؟ أليس للبياض لغته ؟ وللصمت لغته ؟ وللحذف لغته كذلك ؟  إنها كحاضرنا تمتح من تناقضاته وتعبر عنها بسخرية وقلق توخز دون أن تُبرح .فلسعتها كفيلة بالتنبيه لأنها ليست فضولية بل متطفلة ومهتمة  بكل ما يقع  (راصدة كعين صحافي )وتتمتع بحريتها  (دون المساس بحرية الآخرين ) هذا الكائن الذي جاء استجابة ولمواكبة التطور والسرعة جاء كذلك ليعلن فجرا جديدا ويضرب موعدا لغد لا يعترف إلا بالنحافة وما دامت النحافة سيدة على عرش الجسد فالقصة القصيرة جدا سيدة على عرش الحكي.






-تجارب جميلة في كتابة القصة اعتنقت مسار القص القصير جدا’ و وظفت تقنيات السينما في كتابتها كالمبدع عبدالله المتقي و المبدع اسماعيل البويحياوي. هل يمكن أن تصبح القصة القصيرة جدا سيناريو للفيلم القصير ؟
لا لآ اعتقد ذلك ، خصوصية القصة القصيرة جدا تمنعها من التحول إلى سيناريو فيلم نظرا لحجمها وزمنها الوامض ربما هي صالحة  للتوظيف كمادة إشهارية  ، وما دامت تنزح نحو الانتقاد والسخرية فقد يستحيل الأمر لأنها ستكون كارثية طبعا ، تحويلها لسيناريو سيكون  تطاولا كبيرا أو كأن " نسوق فراشة لمقصلة" كما عبر عن ذلك الكاتب المصطفى لكليتي ذات ملتقى بمكناس .


-الإبداع المغربي بصيغة المؤنث في جنس ق ق ج هل وجد نفسه و شق طريقه و ما هي أهم الأسماء في الساحة ؟
نعم اليوم شَقت الكتابة بصيغة المؤنث طريقها بوضوح في الساحة الإبداعية المغربية بل وفرضت نفسها بقوة منتزعة حقوقها نسبيا  ، فحضور الكاتبات في المهرجانات الوطنية في تصاعد كبير ومن مختلف مناطق المغرب والاهتمام بكتابة القصة القصيرة جدا في تزايد ونحن بدورنا نشجع الجميع ونقدم يد المساعدة والعون ونوجه كل من طرق أبوابنا فبالإضافة إلى الحضور الوازن في الملتقيات تطورت كتابة الق  ق ج  نفسها بل ظهرت مجاميع قصصية لكل من المبدعات فاطمة بوزيان  الزهرة رميج ، السعدية باحدة ، وفاء الحمري ،  مليكة بويطة سناء بلحور... ،  وهناك العديد من النصوص التي كتبت من طرف قاصات لا يمكن تميزها عن كتابة أخرى. لها من الميزات والقوة من يعزز حضورهن  ويبرزهن كأسماء وازنة بالفعل غير أن نصوصهن غير منشورة ورقيا  وربما من النقاد من يعتمد الورقي في دراسته لأسباب مهنية وحرفية خالصة

-عانى العالم العربي من القلق و الخيبات لعقود.هل استطاع المبدع العربي ترجمة هذه المعاناة في إبداعه. هل استنهض أحلامه و أحلام أُمتِه المجهضة ليرسم معالم المستقبل أم ظل محايدا متزلفا ؟
المبدع المغربي  لايمكن استثناؤه عما يحدث حوله فهو مبدع قلِق وحذِر  في نفس الوقت  فإذا كان الرواد قد عبروا رمزا وإيهاما ، فإن كتاب الجيل الحالي  كسروا كل  القيود المكبلة للخوف ربما باتساع دائرة الحريات العامة ومن ضمنها حرية التعبير  فكما في التشكيل والمسرح والغناء والكتابة ترجم المبدع المغربي قلقه وخيباته وفشل أحلامه ضمن إبداعاته وهو ما جسد معاناته بشكل من الأشكال بحيث تحولت الذات المنشطرة إلى صفحة للكتابة ولترجمة تطلعاته والتعبير عن تيهه وتأييده للتغيير أو للتعبير عن موقفه من كل التغيرات التي يعرفها محيطه الجغرافي سواء المحلي أو القاري أو الكوني ، المبدع المغربي لم يخرج عن سياق التحولات بل كتب من داخلها ومن خلالها وعنها أيضا وسنرى في القادم من الأيام تجارب رائدة من هذا القبيل منها ما كتبت تقديما له كالربيع العربي مثلا ومنها ما كتبته من قصص حول التحولات  الحالية ومنظوري إليها وموقفي وتنبؤاتي كذلك بما يمكن أن يحصل من تغيير قادم ، لهذا أعتقد أن المبدع المغربي لم يلتزم الحياد ولا الصمت ولكن بادر للتعبير عما يخالجه بالنضال سواء على مستوى الكتابة أو على الواقع كذلك .




-ركاطة الشاعر كيف ينسجم مع ركاطة الناقد من منهما يقع في ظل الآخر أو يشرب وميضه ؟
كلامها واحد منسجم مع ذاته أحب الإبداع ويجرفني النقد ، كلما حاولت التخلص من أحدهما أجدني منجذبا للأخر.
الإبداع والنقد وجهان لعملة واحدة يفرق بينها زمن قصير جدا قد يكون الفترة التي يستغرقها نحات في تحويل قطعة الرخام من شكلها الأصلي إلى أيقونة مثيرة وجميلة  أنا منسجم مع نفسي بالمطلق وأقسو على نصوص أريدها أن تكون في المستوى  وهذا قد يخلق نوعا من الازدواجية لكن تفاعلي الصادق مع الآخر ونصوصه هو المقياس الذي اعتمده في قراءاتي النقدية كل ما يستجيب لشروط محددة يستهويني كما أن نضالي النقدي يأتي في سياق مواكبة الأعمال الأدبية الكثيرة التي تم تجاهلها والتهرب منها ظلما بهدف إقبارها أو إخماد شرارة أصحابها فلكل زمن رجال (نقاد / مبدعين) وهذه حقيقة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار. لست ممن يؤمن بمقولة ( أكتب عني أكتب عنك ) ولكن أؤمن كما يؤمن أبناء جيلي بأن الثبر لا يصنع ولكن يبحث عنه.



-حين تصادف "دموع فراشة" ما الذي يحصل ؟
بكل صدق ترتجف ذاتي لأنها أرق مخلوق على وجه البسيطة تلك الفراشات التي خرجت من شرنقة ناقد بالقوة وتمردت على قوانين الكتابة  عبر عن موقفها من عصرها تماهت مع الكثير من خصائصه وفوضاه / حين أصادف دموع فراشة تنتابني حيرة وخوف لعدم استمرار التجربة أو الفشل في ركوب التحدي خوفا من السقوط  أو تكسير إيقاع ما ، ربما  كانت عين الناقد طاغية في التوظيف لكن سأحاول رغم كل شيئ الحفاظ على الأقل على مستوى النصوص وقيمتها الإبداعية في مجموعتي الجديدة " ذكريات عصفورة " التي سأتركها مفاجأة.


 
-و حين تواجهك "اعترافات" كيف تفككها و تعيد صياغتها ؟

الكتابة المسرحية  تسير ببطء كبير عندما أجد الوقت الكافي ( وهذا أضحى مستحيلا ) سأفكر في الكتابة.
فاعترافات هي آخر نص مسرحي كتبته خصيصا لأبنائي كي يستأنسوا به في المنزل ذات صيف لكنه لم يُلعب لحد الآن وظل في أرشيفي إلى حين العثور عليه صدفة فرقنته . لكنه كان نصا محظوظا لأنه سيلعب على خشبة بمدينة خريبكة كسابقيه من النصوص وسيتم إخراجه من طرف المبدع أمين العوفي .

-" زغاريد تكسر ليل الصمت " ما ظروف نصها وما الذي صمتت عنه؟

هذه باكورة أعمالي الروائية وقد ألفتها في ظروف عزلة تامة في بادية سوس ومن خلال مشاهداتي وتفاعلي مع المحيط . كانت الشخوص مستوحاة من الدوار الذي اشتعلت فيه وأحداثها متخيلة مائة بالمائة  و أنا بصدد تنقيحها والتفكير في محاولة إخراجها ورقيا لو أتيحت لي مساعدات في هذا المجال فالنشر بالمغرب كارثي بالمطلق والثقة أصبحت مفتقدة بين الكاتب والناشر والحقوق تضيع بالمرة إلا من رحم ربي.

-و" لحظات بغيضة ".هل وجدت حُبا يُلقِمها حَلمة الضوء ؟
هي رواية قصيرة كذلك  قد لا تدل عتبتها على مضمونها الذي سأتركه سرا آخر من أسرا ر الكتابة لكنها مستفزة إلى حد ما وقد تثير جدالا...



-إن صادفت عودا أو كمانا ما الذي يعتريك ؟
لست أدري من أين حصلت على كل هذه الأسرار لكن لن أتنازل على حق مداعبة الأوتار وربط الحنين بالماضي القريب والبعيد على السواء  نحن عائلة توارثت الفن أبا عن جد. كل إخوتي يعزفون على ألآت وترية وبعض أعمامي وجدي كان شيخا للطقطوقة الجبلية معروف في شمال المملكة " المعلم سلام بن احمد " وكان رحمه الله  عازفا ممتازا  للكمان .

-أي الجغرافيات يلامس شغافك أكثر , السهل أم الجبل ؟
كل الجغرافيات تلامس شغفي
كل الجغرافيات جنسيتي
 ما دمت  أبحث عن وطن ضائع


-بين كل فنون الكتابة التي تورطت فيها, أيها تُحِسه مَرْسمك الحميم و جَنتَك الصاخبة حيث تستعر حروفك بِطين الأرض و معدن الناس ونار المعنى ؟


اليوم وبعد دخولي مرحلة عمرية بعد الأربعين أجدني ربما أكثر نضجا لتحديد اختيار ما وتحديده بدقة فقد خبت جذوة الكثير من المواهب والاهتمامات في ظل ظروف العمل التي تجلدني يوميا والاستجابة لمتطلبات أبنائي . تبقى الكتابة منفاي الاختياري والقراءة منفاي السحيق . متنقلا بين منفيين  هكذا أعيش على إيقاع اليومي الطاحن الذي لا يكسر عنفه سوى السفر والمشاركة في ملتقيات أدبية في مناطق مختلفة من المغرب ،
الكتابة التي بها نقاوم الموت والنسيان ، ونحارب القهر نحاول  من خلال الإحتماء بزواياها المضيئة تجاسرنا على وقوع الآخرين ضحية لنميمتنا ، فهي القلعة التي تحصننا من خلال نفينا بداخلها  كالمجانين في متاهتها الآمنة ودروبها المُنيرة الحارقة تارة واللذيذة تارة أخرى هناك أبحث عن الجنة الضائعة التي لا يعيدني منها سوى رنة هاتف أو انقضاء زمن الجلوس بمقهى  من مقاهي المدينة .



 
  حاوته عزيزة رحموني (2012-02-27)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

حميد ركاطة : كتابة المبدعين اليوم ترتحق من الماضي والسيرة الذاتية أكثر من ارتحاقها من لظى الواقع-حاوته عزيزة رحموني

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia